تابع جديد مقالاتنا بواسطة Maria Maamri

أسماك القرش: اكتشف عالم أسياد المحيط



 أسماك القرش: اكتشف عالم أسياد المحيط

مقدمة

تُعتبر أسماك القرش من أقدم وأهم الكائنات البحرية التي لا تزال تجذب اهتمام العلماء والباحثين وحتى العامة، تستمر عمليات البحث حول أسماك القرش في الارتفاع، ما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الكائنات التي تلعب دورًا رئيسيًا في النظام البيئي البحري. من خلال هذا المقال المفصل، سنتعرف على مختلف جوانب حياة أسماك القرش، ابتداءً من تصنيفها تطورها، وصولاً إلى سلوكها والميثولوجيا المرتبطة بها.

أصل الكلمة واشتقاق التسمية

ترجع كلمة "قرش" في اللغات الأوروبية إلى كلمة "Shurk" الهولندية، التي تعني "الشرير" أو "المحتال". كان البحارة القدامى يرون أسماك القرش ككائنات خطرة، مما أدى إلى ربط اسمها بالصفات السلبية. لكن مع التقدم العلمي، تبيّن أن هذه الكائنات تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي، وأنها ليست مجرد "أشرار" في البحر.

التصنيف

تنتمي أسماك القرش إلى طائفة الغضروفيات (Chondrichthyes)، وهي مجموعة من الأسماك التي تمتلك هياكل غضروفية بدلاً من العظام. تنقسم هذه الطائفة إلى عدة فئات، منها Elasmobranchii التي تشمل أيضًا أسماك الراي. تحت هذه الطائفة، هناك العديد من الأنواع المختلفة من أسماك القرش.

بعض الأنواع الشهيرة تشمل:

  1. القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias): يعرف بحجمه الكبير وقوته.
  2. قرش المطرقة (Sphyrnidae): يتميز بشكل رأسه الفريد الذي يساعده في صيد الفرائس.
  3. قرش الحوت (Rhincodon typus): أكبر سمكة في العالم وتعتبر غير مؤذية وتقتات على العوالق.
  4. قرش النمر (Galeocerdo cuvier): معروف بشراسته وخطوطه الجانبية.
  5. قرش الثور (Carcharhinus leucas): يستطيع السباحة في كل من المياه العذبة والمالحة.

التطور

تعود أصول أسماك القرش إلى أكثر من 400 مليون سنة، أي قبل ظهور الديناصورات. لعبت قدرة أسماك القرش على التكيف دورًا رئيسيًا في بقائها طوال هذا الزمن الطويل. طوّرت أسماك القرش خصائص فيزيولوجية مثل القدرة على استشعار الحقول الكهربائية التي تنتجها الفرائس، ما جعلها صائدة فعالة في مختلف البيئات.

الصفات التطورية الأساسية:

  • هيكل غضروفي: بدلاً من العظام، تمتلك أسماك القرش هياكل غضروفية تجعلها أخف وزنًا وأكثر مرونة.
  • أسنان متجددة: تتميز أسماك القرش بتجديد أسنانها باستمرار، ما يضمن قدرتها على صيد الفرائس بكفاءة.
  • أجسام انسيابية: تمكّن الأجسام الهيدروديناميكية أسماك القرش من الحركة بسرعة فائقة في الماء.

الاستئناس (التدجين)

على عكس بعض الحيوانات البحرية، لا يمكن تربية أسماك القرش أو الاحتفاظ بها في الأسر لفترات طويلة. بسبب حجمها الكبير وحاجاتها الغذائية المتخصصة، تبقى معظم الأنواع غير قابلة للتدجين. بينما يمكن لبعض الأنواع الصغيرة أن تُحتفظ في أحواض الأحياء المائية، فإن الأنواع الكبيرة مثل القرش الأبيض الكبير نادرًا ما تعيش في الأسر لفترات طويلة.

* التشريح :

الحجم

تتنوع أحجام أسماك القرش بشكل كبير. فبينما يبلغ طول أصغر أنواع القرش مثل قرش الفانوس القزم حوالي 17 سم فقط، يمكن أن يصل طول قرش الحوت إلى أكثر من 12 مترًا.

الهيكل العظمي

يتكون هيكل أسماك القرش من الغضاريف بدلاً من العظام. هذا يجعلها أخف وزنًا وأكثر مرونة، مما يمنحها قدرة كبيرة على السباحة بسرعة عالية.

الجمجمة والأسنان

تمتاز جمجمة أسماك القرش بتصميم يتيح لها الاحتفاظ بعدة صفوف من الأسنان، تتجدد باستمرار لضمان بقائها جاهزة لاصطياد الفرائس.

الزعانف

تمتلك أسماك القرش خمس أنواع من الزعانف، بما في ذلك الزعانف الصدرية والزعانف الظهرية، وكلها تلعب دورًا هامًا في التوازن، التحكم في الحركة، والحفاظ على الاستقرار في المياه.

التنقل

تمتاز أسماك القرش بأجسام انسيابية تساعدها على السباحة بسرعة عالية. تعتمد في حركتها بشكل أساسي على الزعنفة الذيلية التي توفر الدفع إلى الأمام.

* الحواس :

البصر

تمتاز أسماك القرش بقدرتها على الرؤية في الإضاءة المنخفضة، بفضل وجود طبقة خاصة في عيونها تُسمى tapetum lucidum، مما يحسن رؤيتها في الظلام.

السمع

يمكن لأسماك القرش سماع الأصوات منخفضة التردد من مسافات بعيدة تصل إلى 1 كيلومتر، مما يساعدها في تحديد موقع الفرائس في الماء.

التذوق

تساعد براعم التذوق أسماك القرش في تحديد ما إذا كانت الفريسة صالحة للأكل أم لا.

الشوارب أو الكُلبة

تحتوي أسماك القرش على مستقبلات كهربائية تُعرف باسم Ampullae of Lorenzini حول الأنف، تساعدها في استشعار الحقول الكهربائية التي تنتجها الفرائس.

التوازن

يمتاز جهاز التوازن في أسماك القرش بأنه مشابه للثدييات، مما يساعدها على التحكم في الحركة والاستقرار أثناء السباحة.

* السلوك :

التواصل

تعتمد أسماك القرش في تواصلها على لغة الجسد. على سبيل المثال، تغيير سرعة السباحة أو اتجاهها قد يكون إشارة إلى وجود تهديد أو اهتمام بشيء معين.

المؤانسة 

بينما تعيش معظم أسماك القرش منفردة، هناك أنواع مثل قرش المطرقة التي تشكل مجموعات خلال موسم التكاثر.

التنظيف

لاحظ الباحثون أن اسماك القرش تبدو نظيفة بشكل غير مسبوق نظرا لطبيعة تغذيتها و لقدرة في التنقل الى امتار عدة نحو عمق البحار و المحيطات مما يزيد من نسبة احتمال تواجدها في مناطق ملوثة ، على الرغم من أن أنواع القروش المشاركة في هذه الدراسة تقضي كثيرا من الوقت في الرواسب التي تحتوي على بكتيريا أكثر من عمود الماء. لذلك شرع الباحثون في تحديد الدور الذي تلعبه المستقلبات، في الحفاظ على نظافة أسماك القرش , اضافة لوجود فصيلة من الاسماك الصغيرة المسؤولة عن هذه الوظيفة حيث تعد الفضلات الموجودة بين اسنان اسماك القرش و الترسبات على سط جلدها الغذاء الاساسي لهذه الفصيلة من الاسماك مما يسهل و يسرع عملية التنظيف لاسماك القرش .


المعارك والصيد 

تُعتبر أسماك القرش من الكائنات المفترسة الرئيسية في المحيط. تستخدم سرعتها وقوة فكها لصيد الفرائس بفعالية. بعض الأنواع مثل القرش الأبيض الكبير معروف بالقفز من الماء لصيد الفقمة.

اللعب والتكاثر

أظهرت بعض الأنواع، مثل القرش الأبيض الكبير، سلوكيات لعب تتضمن السباحة بأسلوب مرح أو القيام بمعارك وهمية.

الأمراض

على الرغم من كونها كائنات قوية، إلا أن أسماك القرش يمكن أن تصاب بأمراض مثل الفطريات أو الطفيليات. كما يمكن أن تُصاب بأمراض فيروسية مثل الأورام الليفية.


* التاريخ والميثولوجيا :

ظهرت أسماك القرش في العديد من الأساطير. في هاواي، كان اصحاب المنطقة يزعمون بوجود قرش هائل الجثة يدعى  Kamohoali'i و كانت مهمته حماية البحارة . و من جهة اخرى في الثقافات الغربية، ارتبطت أسماك القرش بالخوف والخطر، خصوصًا بعد انتشار أفلام مثل Jaws حيث تظهر معدلات متزايدة من حالات التهام اسماك القرش للبشر مما شكل هاجسا للبعض من الاقتراب حتى من الشواطئ.

* الخرافات والطقوس :

في العديد من الثقافات القديمة ، كانت أسماك القرش تُعتبر أرواحًا لأجداد الراحلين، أو حتى نذير شؤم. ومع ذلك، لا تزال أسماك القرش تحظى برهبة و خوف العديد من البشر كما هو الحال مع متابعين افلام تظهر التهام اسماك القرش للبشر بوحشية تامة و لا زال هذا الفكر في العديد من الثقافات اليوم .


ملخص المقال في فيديو من قناة National Geographic الرسمية على اليوتيوب 



قائمة المصادر و المراجع :

- موقع موضوع

- موقع ناشيونال جيوغرافيك

- مجلة الاحياء البحرية 

Print Friendly and PDF

4 تعليقات

أحدث أقدم

اعلان

اعلان

نموذج الاتصال