تابع جديد مقالاتنا بواسطة Maria Maamri

عالم القطط : أسرار علمية ومعلومات مذهلة



"القطط: أسرار وتفاصيل مدهشة حول حياة هذا الحيوان الغامض"

القطط، أحد أكثر الحيوانات الأليفة انتشارًا على مستوى العالم، لا تزال تثير إعجاب البشر عبر العصور بفضل سلوكها الغامض والطبيعة المذهلة التي تتمتع بها. دعونا نتعمق في عالم القطط ونتعرف على تفاصيل دقيقة حول هذه الكائنات الرائعة، من أصلها، وتطورها، وسلوكها، وحتى ارتباطها بالثقافات المختلفة.

صورة توضح التباين و الاختلاف في الوان وفصائل الهررة
صورة توضح التباين و الاختلاف في الوان وفصائل الهررة 

* أصل الكلمة واشتقاق التسمية :

كلمة "قطة" في اللغة العربية مأخوذة من الجذر السامي، وهي قريبة في النطق من الكلمات المستخدمة في لغات أخرى مثل العبرية والسريانية. أما في اللغات الأوروبية، فإن الكلمة "Cat" في الإنجليزية و"Chat" في الفرنسية تأتي من الكلمة اللاتينية "Cattus". هذه الكلمة اللاتينية بدورها مأخوذة من اللغة القبطية المصرية القديمة "caute", والتي كانت تشير إلى القطط البرية التي تم تدجينها لاحقًا. من الملفت للنظر أن القطط حافظت على ارتباطها بالإنسان منذ أكثر من 9,000 سنة. 


* تعدد أنواع وفصائل القطط حول العالم :

1. القطط قصيرة الشعر

صورة لقط الأمريكي قصير الشعر (American Shorthair)


  • القط الأمريكي قصير الشعر (American Shorthair) : مشهور بقدرته على الصيد وشخصيته الودودة، يتميز بفروه القصير والمقاوم.
  • البريطاني قصير الشعر (British Shorthair) : يتمتع بمظهر قوي ومستدير، وهو قط هادئ وودود.

2. القطط طويلة الشعر

صورة للقط الفارسي (Persian Cat)


  • القط الفارسي (Persian Cat) : واحد من أكثر القطط شهرة، يتميز بفروه الطويل ووجهه المسطح وشخصيته الهادئة.
  • القط الهيمالايا (Himalayan Cat) : يشبه الفارسي لكنه يمتلك علامات سيامية على وجهه وأطرافه.

3. القطط الشرقية

صورة قطة شرقية رمادية قصيرة الشعر


  • السيامي (Siamese Cat) : يتميز بجسمه النحيل وعينيه الزرقاوتين، وهو قط اجتماعي وثرثار.
  • الشرقي قصير الشعر (Oriental Shorthair) : شبيه بالسيامي ولكنه يأتي بألوان ونقوش متنوعة أكثر.

4. القطط الهجينة

صورة لقط هجين


  • البنغالي (Bengal Cat) : يشبه الفهود الصغيرة بسبب نقوشه المميزة، وهو قط نشيط وذكي.
  • القط السافانا (Savannah Cat) : ناتج عن تهجين بين القطط المنزلية والقط الأفريقي، وهو قط كبير الحجم ورياضي.

5. القطط الكبيرة

قط الماين كون (Maine Coon)


  • الماين كون (Maine Coon) : واحد من أكبر سلالات القطط، يتميز بفروه الكثيف وشخصيته الودودة والمستقلة.

6. القطط عديمة الشعر

صورة لقط فرعوني


  • القط الفرعوني (Sphynx Cat) : قط عديم الشعر يتميز بمظهره الغريب وجسمه النحيل، وهو قط اجتماعي وذكي.
  • دونسكوي (Donskoy) : قط روسي عديم الشعر مشابه للفرعوني، ولكنه يميل لأن يكون أكثر تجاعيدًا.

7. القطط القصيرة الأرجل

صورة لقط المانشكين (Munchkin Cat) قصير الارجل


  • المانشكين (Munchkin Cat) : يتميز بأرجله القصيرة للغاية، وهو قط صغير الحجم وشخصيته مرحة.

8. القطط ذات الأنماط المختلفة

القط السيبيري الروسي

  • القط السيبيري (Siberian Cat) : يتمتع بفرو سميك مقاوم للبرد ويأتي بألوان وأنماط متنوعة.
  • القط النرويجي (Norwegian Forest Cat) : يشبه الماين كون، لكنه يتميز بطبقة شعر كثيفة تساعده على التكيف مع الطقس البارد.

* التصنيف :

القطط هي من الثدييات آكلة اللحوم وتنتمي إلى الفصيلة القطية Felidae، وهي فصيلة تضم أنواعًا أخرى من القطط الكبيرة مثل الأسود والنمور. تمتلك القطط خصائص فريدة مثل مرونتها وقابليتها للتكيف في البيئات المختلفة. فيما يلي تصنيف القطط العلمي:

  • المملكة: الحيوانات
  • الشعبة: الحبليات
  • الطائفة: الثدييات
  • الرتبة: آكلات اللحوم
  • الفصيلة: القططيات
  • الجنس: Felis
  • النوع: Felis catus

* التطور :

تطور القطط المنزلية حدث من القطط البرية الإفريقية، Felis silvestris lybica، التي عاشت في مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط. بدأت العلاقة بين الإنسان والقطط عندما أدرك المزارعون في تلك المناطق فوائد وجود القطط في حماية الحقول والمخازن من القوارض التي تأكل الحبوب والمحاصيل. بمرور الوقت، نشأت علاقة تكافلية بين الإنسان والقطط، حيث وفرت القطط الحماية للمحاصيل، بينما وفرت البيئة الزراعية مصدرًا مستمرًا للطعام للقطط.

في فترات لاحقة، انتشرت القطط مع الحضارات التي توسعت وتاجرت عبر العالم، وانتقلت إلى أوروبا وآسيا وأصبحت جزءًا من الحياة اليومية للبشر في مختلف الثقافات.

* الاستئناس (التدجين) :

عملية تدجين القطط لم تكن متعمدة بالكامل كما كان الحال مع بعض الحيوانات الأخرى. القطط كانت شبه مستقلة، واختارت العيش بجانب الإنسان لوجود الفريسة القوارض بالقرب منه. الاستئناس الكلي استغرق آلاف السنين حتى أصبحت القطط المنزلية التي نعرفها اليوم.

* الحجم :

حجم القطط يختلف حسب السلالة. السلالات المنزلية عادة ما يتراوح وزنها بين 3.6 و 4.5 كيلوغرام، بينما بعض السلالات الكبيرة مثل الماين كون يمكن أن تزن حتى 11 كيلوغرامًا. الطول يتراوح بين 46 و 51 سم، والذيل يمكن أن يصل إلى 30 سم.


رسم تخطيطي للتشريح العام لقط

رسم تخطيطي للتشريح العام لقط

* الهيكل العظمي :

يتكون هيكل القطط العظمي من حوالي 230 عظمة، ما يمنحها مرونة لا تُضاهى. يمتاز العمود الفقري بمرونة عالية تساعد القطط على الانحناء والالتواء بطرق متعددة، مما يسمح لها بالتسلل بين الفجوات الضيقة والقفز من ارتفاعات كبيرة دون أن تتعرض لإصابات.

* الجمجمة :

صورة امامية لجمجمة قط متوسط الحجم

صورة امامية لجمجمة قط متوسط الحجم 

تمتاز جمجمة القطط ببنية قوية وحواف حادة حول العينين والأنياب، ما يجعلها مهيأة لاصطياد الفريسة بدقة عالية. الأسنان القاطعة والأنياب الحادة تلعب دورًا أساسيًا في تمزيق اللحم.

* المخالب :

المخالب في القطط حادة وقابلة للسحب، ما يسمح لها بالحفاظ على حدة مخالبها لفترات طويلة. القطط تستخدم مخالبها للدفاع، التسلق، والصيد.

* التنقل :

القطط تمتاز بقدرة هائلة على القفز والتنقل بسرعة ودقة. بفضل مرونتها الكبيرة وتوازنها الفائق، تستطيع القفز لمسافات طويلة تصل إلى خمسة أضعاف طول جسمها.

* الحواس :

- البصر :

القطط تتمتع ببصر حاد للغاية، وتستطيع الرؤية في الإضاءة المنخفضة بفضل عدد كبير من الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين. على الرغم من ذلك، فإنها ليست قادرة على رؤية الألوان كما يفعل البشر، حيث ترى العالم بشكل أقل تشبعًا.

- السمع :

القطط تمتلك حاسة سمع فائقة، حيث تستطيع سماع ترددات تصل إلى 65,000 هرتز. هذه القدرة تساعدها في تحديد مواقع الفرائس بسهولة حتى عندما تكون على مسافات بعيدة.

- التذوق :

بينما تمتلك القطط حاسة تذوق متطورة، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على تذوق الحلوى، وتركز حاسة التذوق لديها على البروتينات والمواد اللحمية.

- الشوارب أو الكُلبة :

شوارب القطط تلعب دورًا حيويًا في استشعار المحيط، وتحتوي على نهايات عصبية حساسة للغاية تساعدها على التنقل في الظلام وتحديد الأماكن الضيقة.

- التوازن :

القطط معروفة بقدرتها المذهلة على الحفاظ على توازنها، وهي قادرة على السقوط على أقدامها من ارتفاعات كبيرة بفضل هيكلها العظمي وعضلاتها المرنة.

* السلوك :

- التواصل :

القطط تتواصل مع البشر والقطط الأخرى بطرق متعددة، بما في ذلك المواء، الخرخرة، وحركات الذيل. كل نوع من المواء يحمل رسالة معينة، مثل الجوع أو الانزعاج.

- المؤانسة :

على الرغم من أنها تُعتبر حيوانات مستقلة، إلا أن القطط تُظهر مؤانسة وارتباطًا قويًا بأصحابها. تعتمد على الروتين اليومي وتُحب اللعب والتفاعل مع أفراد الأسرة.

- التنظيف :

القطط تقضي جزءًا كبيرًا من يومها في تنظيف نفسها بلعق فرائها باستخدام لسانها الخشن. هذا السلوك يساعد على إبقاء الفراء نظيفًا وخاليًا من الطفيليات.

- المعارك :

القطط تمتلك غرائز دفاعية قوية، وتستخدم مخالبها وأسنانها في المعارك للدفاع عن أراضيها أو للفوز بصيد.

- الصيد والتغذية :

القطط هي حيوانات لاحمة بطبيعتها وتحتاج إلى غذاء غني بالبروتين الحيواني. حتى القطط المنزلية تُظهر سلوكيات الصيد، حيث تُطارد الألعاب وتستخدم أسلوب القفز والانقضاض عليها كما تفعل في البرية.

- اللعب :

اللعب يشكل جزءًا مهمًا من حياة القطط، خاصةً خلال مراحل نموها. اللعب يُعزز سلوك الصيد ويُساعد في تنمية المهارات الحركية والعقلية.

- التكاثر :

القطط قادرة على الإنجاب في سن صغيرة نسبيًا (حوالي 6 أشهر)، والقطط الأنثوية يمكنها أن تنجب حتى ثلاث مرات في السنة، ما يُنتج عددًا كبيرًا من القطط الصغيرة.

* الأمراض :

القطط قد تكون عرضة للإصابة بأمراض متعددة، مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي، الديدان المعوية، والأمراض الجلدية. من الضروري متابعة صحة القطط بانتظام وزيارة الطبيب البيطري للتطعيمات والعلاجات اللازمة.

- أمراض تنتقل من القطط للإنسان :

بعض الأمراض التي قد تنتقل من القطط للإنسان تشمل:

  • داء المقوسات: يُعد من أخطر الأمراض التي تنتقل عن طريق براز القطط.
  • الديدان المعوية: يمكن أن تنتقل إلى البشر من خلال التعامل مع فضلات القطط.

* التاريخ والميثولوجيا :

للقطط مكانة خاصة في الحضارات القديمة. في مصر القديمة، كانت القطط مقدسة وتُعبد كإلهة تُدعى باستت، وكان يُعتقد أن القطط تحمل قوى حماية. كما اعتبر الرومان أن القطط تجلب الحظ والرخاء، وأيضًا كان لها مكانة مرموقة في الميثولوجيا الإسكندنافية.

* الخرافات والطقوس حول القطط :

- القطط السوداء والسحر :

إحدى أشهر الخرافات المرتبطة بالقطط هي تلك المتعلقة بالقطط السوداء. في العصور الوسطى بأوروبا، كانت القطط السوداء تُعتبر رمزًا للسحر والشؤم. كان يُعتقد أن السحرة يستطيعون التحول إلى قطط سوداء، أو أن هذه القطط كانت رفقاء لهم، وهو ما أدى إلى اضطهاد القطط السوداء بشكل خاص خلال فترات مطاردة السحرة. حتى اليوم، في بعض المجتمعات الغربية، يعتبر البعض رؤية قطة سوداء تعبر الطريق فألًا سيئًا.

- القطط والحظ الجيد :

على النقيض من ذلك، في بعض الثقافات، وخاصة في اليابان، يُعتقد أن القطط تجلب الحظ الجيد. القط الشهير مانيكو نيكو (Maneki-neko) هو تمثال قطة يُستخدم لجلب الحظ والثراء. تجلس القطة وترفع إحدى يديها وكأنها تدعو الناس للدخول، وتُستخدم التماثيل عادةً في المتاجر والمطاعم لجذب الزبائن.

- القطط والآلهة في مصر القديمة :           

تمثال لهر مصري مصنوع من البرونز وأوراق الذهب، ويعود إلى 945-712 سنة ق. م

  تمثال لهر مصري مصنوع من البرونز وأوراق الذهب، ويعود إلى 945-712 سنة ق. م

في مصر القديمة، كانت القطط تُعتبر حيوانات مقدسة مرتبطة بالإلهة باستت، إلهة الحماية والحب والجمال. كانت باستت تمثّل على هيئة قطة، وكان يُعتقد أن القطط تمتلك قوى حماية قادرة على طرد الأرواح الشريرة. وقد أدى هذا إلى تواجد القطط في منازل المصريين وتقديسهم لها. قتل قطة في مصر القديمة كان يُعد جريمة تستوجب العقاب الشديد.

- القطط والنقاء في بعض الثقافات :

في بعض المجتمعات، مثل تلك الموجودة في مناطق معينة من آسيا وأوروبا، كانت القطط البيضاء تُعتبر رمزًا للنقاء والحظ السعيد. القطط البيضاء كانت تُستخدم في بعض الطقوس الدينية للبركة وطرد الأرواح الشريرة.

- القطط والأساطير الإسكندنافية :

في الأساطير الإسكندنافية، كانت القطط مرتبطة بالإلهة فريا، إلهة الحب والجمال والحرب. كانت عربة فريا تُسحب بواسطة قطتين ضخمتين، وارتبطت القطط في هذه الثقافة بالخصوبة والقوة. كان يعتقد أن من يعامل القطط بلطف يُمنح الحب والثراء في الحياة.

- القطط والطقوس الجنائزية :

في بعض الثقافات، كانت القطط تُعتبر مرافقة للأرواح بعد الموت. في مصر القديمة، كانت القطط تُحنط وتدفن مع أصحابها ليقوموا بحمايتهم في الحياة الآخرة. كما أن بعض الثقافات في أفريقيا كانت تعتقد أن القطط تُساعد في التواصل مع العالم الروحي.

- القطط والبشائر في بعض الثقافات :

في بعض الثقافات الغربية، تعتبر القطط رموزًا للبشائر الإيجابية والسلبية على حد سواء. ففي إنجلترا، يُقال إن رؤية قطة بيضاء في الليل تُعتبر نذير سوء. بينما في اسكتلندا، يُعتقد أن قطة سوداء تظهر على عتبة المنزل تُشير إلى دخول الخير والرخاء للمنزل.

- القطط والطقوس الزراعية :

قطة الحظ اليابانية مانيكي - نيكو (招き猫 )

قطة الحظ اليابانية
 مانيكي - نيكو (招き猫 ) 

في اليابان القديمة، كانت القطط تُعتبر حامية للمحاصيل من الفئران والجرذان. لذا، كانت القطط جزءًا من الطقوس الزراعية لحماية الحقول من الآفات. اليوم، لا تزال بعض المجتمعات في اليابان تحتفل بوجود القطط كرمز للحظ الجيد في الزراعة والازدهار.

* تربية القطط في الاسلام :

و عن هذا فان تربية هذه الكائنات في الاسلام مباح و ليس على صاحبه حرج اذ هي كائنات نقية طيبة تؤنس صاحبها و ليس بها نجاسة حيث روي عن أنس بن مالك في صحيح البخاريخرج النبي  إلى أرض بالمدينة يقال لها بطحان، فقال: " يا أنس اسكب لي وضوءاً " فسكبت له، فلما قضى حاجته أقبل إلى الإناء وقد أتى هر فولغ في الإناء، فوقف النبي  وقفة حتى شرب الهر ثم توضأ، فذكرت للنبي  أمر الهر، فقال: " يا أنس إن الهر من متاع البيت لن يقذر شيئاً ولن ينجسه ".


* موجز المقال في فيديو :

فيلم وثائقي عن القطط من قناة Amal khalid



Print Friendly and PDF

إرسال تعليق

أحدث أقدم

اعلان

اعلان

نموذج الاتصال