تابع جديد مقالاتنا بواسطة Maria Maamri

امرأة فرعون ... آسيا




امرأة فرعون  ... آسيا :

اسمها و نسبها :

   هي آسيا بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد , كان ملك مصر زمن النبي يوسف عليه السلام هي المرأة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بقوله عز و جل  ( و ضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين ) سورة التحريم 

قصتها مع موسى عليه السلام :  

     رأى فرعون مناما كأن نارا أخذت تقبل من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر و جميع القبط و لم تضر ببني اسرائيل شيء , فهال فرعون أمر ما رأى فبعث يجمع الكهنة و السحرة و أخذ يسألهم أمر حلمه , فقالوا عن ذلك , هذا غلام يولد يكون سببا في هلاك أهل مصر و على ذلك أمر فرعون بقتل كل غلام يولد و ترك البنات و جعل القوابل و الرجال يتربصون مواعيد وضع الحبالى , فلا تلد امرأة ولد الا و أمر بذبحه , حتى شكى القبط قلة بني اسرائيل جراء قتل ولدانهم و على ذلك أمر بقتل الأبناء عاما و يتركوا عاما , و ولد موسى عليه السلام عام قتل الأبناء و كانت أمه يوكابد و يقال أيضا أيارخا و الله أعلم 

    لم وضعته أمه قامت بصناعة تابوت ربطته بحبل و كانت ترضعه و ان سمعت خطى غريب مقبل عليها أغلقت عليه و أرسلته في النيل الذي كان متاخما لدارها و أمسكت بطرف الحبل فاذا زال الخطر سحبت الحبل اليها و استرجعته .

    ذات يوم أرسلت موسى عليه السلام في النيل و اغفلت عن ربط الحبل فذهب مع النيل , فجعت أمه لأمره عليه السلام , فأستمر ينحرف مع النيل حتى مر بدار فرعون و أمسك به جنود فرعون فوضعوه بين يدي زوجة فرعون , انها آسيا و ما ان فتحت من عليه التابوت حتى رأت وجها متلألأ بالأنوار النبوية , فألقى الله عز و جل في قلبها حبه و تعلقت به , فلما جاء فرعون غضب لرؤيته و أمر بذبحه فأعرضت و قالت(قرت عين لي و لك) سورة القصص فرد عليها فرعون : أما لك نعم و أما لي فلا و أردفت تقول (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) سورة القصص , فقبل به اذ لم يكن يولد لهما ولدا .

    عندما استقر موسى عليه السلام بدار فرعون , أرادوا له مرضعة فرفض كل المراضع و لم يأخذ طعاما , فحارت آسية في أمره فأخذت ترسله مع القوابل و النساء الى السوق علهم يجدون من يوافق رضاعتها , و في زحام المارة أبصرته أخته فما أعلنت معرفته فتظاهرت و قالت ( هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم و هم له ناصحون ) 

   و كانت غيبته عن أمه منذ الحادثة ثلاثة أيام , و رحمة من الله رب العالمين و بمشيئته عاد الى أمه , فلما كبر الغلام موسى عليه السلام قليلا جاءت به أمه الى آسية فأخذته هي الأخرى و ناولته فرعون فأخذ الغلام يداعب لحية فرعون فنتفها , فغضب منه فرعون غضبا شديدا و قال فيه : علي بالذباحين ليذبحوه هو الذي قتلت أبناء بني اسرائيل لأجله و هو سلم من القتل , فاندفعت اليه آسية تحميه و هي تقول :لا تقتلوه انما هو صبي لا يعقل و انما فعل هذا لصغر سنه , و سأضع له حليا من ياقوت و جمرا فان اخذ الياقوت فهو يعقل فاذبحه و ان أخذ الجمرة فاتركه , فأخرجت الياقوت و وضعته بإناء و جيء بالجمر و وضع بإناء آخر و أوتيا أمام الغلام موسى عليه السلام فأراد الغلام أن يأخذ الياقوت لكن الله سبحانه و تعالى أرسل بجبريل عليه السلام و امسك بيد موسى و وضعها على الجمرة و ألقاها بفمه فأحرقت الأخيرة لسانه , و في هذه الواقعة يقول الله عز و جل في كتابه الكريم   (واحلل عقدة من لساني يفقه قولي ) سورة طه .

  ماشطة ابنة فرعون :

       كان لابنة فرعون خادمة تمشط شعرها و يقال أنها كانت  زوجة حزقيل  و الله أعلم , و كانت مثلها مثل امرأة فرعون آسيا , تكتم ايمانها و في يوم , بينما كانت تمشط شعر الفتاة أي ابنة فرعون وقع منها المشط فقالت بسم الله , فقالت لها الفتاة : فرعون أبي !؟ , فأجابتها الماشطة : لا بل ربي و ربك و رب أبيك , و فور ذلك أخبرت الفتاة أبيها فرعون بذلك وقال فرعون للماشطة : من ربك , قالت ربي و ربك الله , فاشتط فرعون غضبا و أمر بتنور نحاس أحمي و غلي ليعذبها و أولادها الواحد تلو الآخر , فاخذ يلقي بأولادها و هي تنظر و كانوا ورودا لم يروا الدنيا بعد يقهم و هي تتحطم أفلاذ كبدها حتى حان دور آخر أولادها و كان صبيا صغيرا في المهد لا حول له و لا قوة فقال لأمه : اصبري يا أماه فانك على الحق ثم قام فرعون بإلقائها و ضيعها في التنور , و كانت آسيا امرأة فرعون ترى و ما كان بيدها حيلة , سوى تتحسر على المسكينة , كاتمة ايمانها فلما قتلت الماشطة المسكينة رأت آسية الملائكة تعرج برحها , فلقد كشف الله عز و جل لآسيا بصيرتها فقوي ايمانها و ازدادت يقينا و تصديقا بموسى عليه السلام و بينما هي على حالها , دخل عليها فرعون متفاخرا يخبرها بفعلته بالماشطة و اولادها فقالت له آسيا : الويل لك ما أجرأك على الله , فقال لها : لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة ؟ , فقالت ما بي جنون و لكني آمنت بالله تعالى ربي و ربك و رب العالمين .

      أمر فرعون بتعذيبها و ربطها و في رواية يقال أخذت في صحراء قاحلة جرداء , و ربطت فيها و عذبت و كان يخبرها فرعون في كل مرة أن تعود اليه , فكانت تعرض في كل مرة فيعود ليعذبها عذابا أقوى من سابقه , و حينما عاندت و بلغ من فرعون الغضب منها مبلغه , أمر بإلقاء صخرة كبيرة عليها فدعت الله عز و جل أن يقبض روحها قبل وصول الصخرة اليها , أن لا تموت على يد فرعون , فقبض الله عز و جل روحها قبل وصول الصخرة اليها , و هي احدى النساء اللواتي جعل الله عز و جل لهن قصورا في الجنة .

 فضلها : 

    عن الرسول صلى الله عيله و سلم ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم بنت عمران و آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون ) .

Print Friendly and PDF

إرسال تعليق

أحدث أقدم

اعلان

اعلان

نموذج الاتصال