ابن الهيثم جامع العلوم
ميلاده و زمن يفاعته :
ولد ابو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري سنة 965 ميلادي الموافق ل 354 هجري , في مدينة البصرى بالعراق , حيث شهد عصره ( العباسي ـ الفاطمي ) تقدما و تنافسا كبيرا في مختلف العلوم الحديثة آنذاك , و من أهمها و على مقدمتها الرياضيات , الطب و العلوم , في البصرة أين انكب اليافع العربي في دراسة الهندسة و البصريات , كما شد انتباهه ما كتب سابقوه من علماء اليونان اضافة للعالم الأندلوسي " الزهراوي " .
كان بن الهيثم عبدا زاهدا في الدنيا و أحوالها فلم تعنيه ملذاتها , فأمضى شبابه منكبا على كتب الطب هائما في دراسته , كما اجتاز امتحانا مقررا بفضله تمكن من التخصص بطب الكحالة ( أي طب العيون ) , و لعمق خبرته و بحر علمه , كان الشيوخ من أهل مدينته "بغداد" و كبارها يتوافدون عليه السؤال و الاستفسار في مختلف العلوم من فيض ثقافته .
فخر الحضارة الاسلامية :
لا بد بل و من الفخر أن نشيع و يشاع أن للمسلمين أكثر من يد في أعظم ما علم الانسان و اخترع حتى يومنا هذا , و على رأسهم مؤسس علم الضوء العبقري الرياضياتي بن الهيثم , اذ وضع كافة أسس و مفاهيم هذا العلم بمؤلفه "المناظر" و الذي كتبه سنة 1021 ميلادي الموافق ل 411 هجري , حيث أفرغ به العالم العربي سيل خبرته و ذكائه في شتى مفاهيم هذا العلم , كما توصل فيه بمجموعة من الاستنتاجات كانت قد وضعته و لازالت على قمة عالية في المجال العلمي .
أما بخصوص تميزه في علم الفلك , فكان لبن الهيثم ما يزيد عن 20 مخطوطا يتناول هذا المجال بدقة تامة اضافة الى بعض الرسائل كان قد ناقش فيها مجموعة من الفرضيات و المسائل الفلكية بأسلوب منطقي و واضح منه , هذا ما عكس الجانب الأعمق في خبرته طويلة الأمد , كذلك و أمثلة عن مؤلفاته القيمة :
ـ ارتفاع القطب
ـ أضواء الكواكب
ـ مقالة للتنبيه عن مواضع الخطأ في طرق الرصد
ـ الأثر الذي يعتري سطح القمر : حيث ناقش في الأخير الخطوط الظاهرة على وجه القمر و ماهيتها , و توصل بعد بحث مطول أن القمر أساسا مزيج لعدة عناصر تختلف في امتصاص ضوء الشمس و عكسه , و غالبا فالبعض من تلك العناصر يقوم برسم هذه الآثار على وجه القمر .
و غير ذلك من العديد من المدونات منه , أما بخصوص علم الحركة , فكان لبن الهيثم يدا في ما هو عليه هذا العلم الآن , فكانت دراساته للظواهر الميكانيكية ( الحركية ) في ايطار تجاربه لعلم الضوء , توصل في كل هذا أن :
للحركة نوعان :
ـ طبيعية و هي ما يعرف بالسقوط الحر أي حركة كل جسم بتأثير من ثقله (وزنه )
ـ عرضية و هي تلك الحركة التي تكون عن تأثير خارجي أي بفعل تطبيق قوة عليها .
و في ايطار دراساته التي عرفت و لازالت , تأثيرا كبيرا في العلم الحديث , ظواهر انكسار الضوء و التي كنتيجة منها قام بشرحه الشهير للتركيب التشريحي للعين , في مجال علم العدسات .
وفاته :