تابع جديد مقالاتنا بواسطة Maria Maamri

الأخطبوط : معلومات علمية شاملة عن أحد أذكى الكائنات البحرية





الأخطبوط : معلومات علمية شاملة عن أحد أذكى الكائنات البحرية

مقدمة

الأخطبوط هو من أكثر الكائنات البحرية التي تثير الفضول والإعجاب. بفضل ذكائه الفائق، قدراته العجيبة على التخفي، وتكيفه مع بيئات بحرية متنوعة، أصبح محور اهتمام الباحثين والناس على حد سواء. ازداد البحث عن الأخطبوط ، ليصبح واحدًا من الكائنات البحرية الأكثر جذبًا للاهتمام عالميًا. في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل عالم الأخطبوط ، من أصله إلى تطوره، خصائصه التشريحية الفريدة، وسلوكه المدهش.

أصل الكلمة واشتقاق التسمية

تأتي كلمة "أخطبوط" من الكلمة اليونانية "Octopus"، والتي تتكون من جزئين: "Octo" وتعني "ثماني"، و"pous" التي تعني "قدم"، في إشارة إلى أذرع الأخطبوط الثمانية. يعد هذا الاسم وصفًا دقيقًا لجسم الأخطبوط، حيث يمثل الهيكل الفريد الذي يميزه عن معظم الكائنات البحرية الأخرى.

التصنيف

يصنف الأخطبوط ضمن فصيلة رأسيات الأرجل (Cephalopoda)، ويشمل ذلك الحبار والحبار العملاق. تنتمي الأخطبوطات إلى عائلة Octopodidae، وتتفرع إلى أكثر من 300 نوع مختلف، تعيش في البيئات البحرية المختلفة حول العالم، من المحيطات الضحلة إلى الأعماق السحيقة.


التطور

الأخطبوطات من بين أقدم الكائنات البحرية الموجودة على كوكب الأرض. يعود تاريخها التطوري إلى أكثر من 300 مليون سنة، مما يجعلها أقدم من الديناصورات. تطورت هذه الكائنات لتصبح مهيمنة في بيئاتها، بفضل قدرتها على التخفي وتغيير ألوانها، ويرجع ذلك إلى السرعة والدقة التي يمكن الانتقال بها بين الألوان المختلفة. وهو يفعل ذلك خلال جزء من الثانية أو أسرع من غمضة عين. في المقابل، يمكن أن تستغرق الحرباء عدة ثوان إلى أكثر من دقيقة لتغيير لونها تماما. بالإضافة إلى ذكاء الاخطبوطات المتطور الذي يمكنها من التكيف بسرعة مع التغيرات البيئية والمواقف الصعبة.

* التشريح :

رسم تخطيطي للتركيب التشريح للاخطبوط


للأخطبوط ثلاثة قلوب، اثنان منهما يضخان الدم إلى الخياشيم، في حين أن الثالث يضخ الدم إلى باقي الجسم. يحتوي دم الأخطبوط على بروتين الهيموسيانين الغني بالنحاس وذلك من أجل نقل الأكسجين مما يجعل من لون دمه بنفسجي داكن مائل للزرقة على عكس الكائنات الحية الاخرى.

- الحجم :

يختلف حجم الأخطبوطات بشكل كبير حسب النوع. بينما يمكن لبعض الأنواع الصغيرة أن تكون بحجم اليد البشرية، مثل أخطبوط المحيط الأطلسي القزم الذي لا يتجاوز طوله بضعة سنتيمترات، فإن بعض الأنواع العملاقة، مثل الأخطبوط العملاق في المحيط الهادئ، يمكن أن يصل طول ذراعيه إلى 9 أمتار، مع وزن يصل إلى 50 كيلوجرامًا أو أكثر.

- الهيكل :

يعد الهيكل الخارجي للأخطبوط فريدًا، حيث لا يحتوي على عظام صلبة، مما يجعله قادرًا على ضغط جسمه ليمر عبر فتحات صغيرة جدًا. هذا الأمر يمنحه مرونة غير مسبوقة في الهروب من الأعداء أو البحث عن الطعام في الأماكن الضيقة.

دماغ الأخطبوط يُعد واحدًا من أكثر الأدمغة تطورًا بين اللافقاريات، مع قدرة على التذكر والتعلم.

- المجسات :

يمتلك الأخطبوط ثمانية أذرع قوية مغطاة بالمئات من المصاصات أو المجسات، التي تساعده في الإمساك بالفريسة واستشعار البيئة من حوله. تتميز هذه الأذرع بقدرتها على التحرك باستقلالية عن الدماغ المركزي، حيث يحتوي كل ذراع على شبكة عصبية محلية تمكنه من اتخاذ قرارات فورية.

- التنقل :

يتحرك الأخطبوط بفضل نظام الدفع النفاث الذي يعتمد على امتصاص الماء داخل جسمه وضخه بقوة للخارج من خلال أنبوب يسمى السرج. هذه الطريقة تمنحه قدرة مذهلة على التحرك بسرعة كبيرة، خاصة عند الهروب من الأعداء.

* الحواس :

- البصر:

الأخطبوطات تمتلك عيونًا متطورة يمكنها الرؤية بوضوح في الظلام الدامس تحت الماء. عيونها مبنية بطريقة تساعدها على اكتشاف حركة الفريسة حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة.

- السمع :

على الرغم من أن الأخطبوطات لا تمتلك آذانًا تقليدية، إلا أنها تستطيع استشعار الاهتزازات الصوتية في الماء، مما يساعدها على تحديد مواقع الفريسة أو الأعداء القادمين.

- التذوق :

يحتوي جسم الأخطبوط على مستشعرات للتذوق موجودة في مجسات أذرعه. يمكن للأخطبوط تذوق الأشياء التي يلمسها، مما يسمح له بتحديد ما إذا كانت الفريسة صالحة للأكل.

تغطي أذرع الأخطبوط بمجسات حساسة تتيح له استشعار محيطه بدقة عالية. يستخدمها الأخطبوط لاستكشاف بيئته والتفاعل مع الأشياء من حوله.

- التوازن :

يمتلك الأخطبوط جهازًا داخليًا يساعده على الحفاظ على التوازن أثناء حركته في الماء. يعتمد بشكل أساسي على التحكم في ضغط الماء داخل جسمه لضمان تحرك سلس وثابت.

* السلوك :

- التواصل :

يتواصل الأخطبوط بشكل أساسي من خلال تغيير لون جلده. يستخدم الأخطبوط خلايا صبغية متخصصة تسمى كروماتوفورات تمكنه من تغيير لونه بسرعة كبيرة. هذه القدرة تمكنه من التخفي عن الأعداء، وكذلك إرسال إشارات بصرية لأقرانه.

- المؤانسة :

على الرغم من أن الأخطبوطات عادة ما تكون كائنات انفرادية، إلا أن هناك أنواعًا منها تعيش في مجموعات صغيرة وتظهر سلوكيات اجتماعية محدودة. التواصل بين الأخطبوطات يتم عبر الإشارات البصرية والحركات.

- التنظيف :

مثل العديد من الكائنات البحرية، يحرص الأخطبوط على الحفاظ على نظافته، حيث يستخدم مجساته لإزالة الحطام والفضلات من جسمه وأذرعه.

- المعارك :

عندما يتعرض الأخطبوط للتهديد، فإنه يستخدم مخالب قوية للدفاع عن نفسه. كما يمكنه استخدام سائل الحبر الذي يطلقه من جسمه لإرباك العدو والهروب بسرعة.

- الصيد والتغذية :

يتغذى الأخطبوط على مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية مثل القشريات والأسماك الصغيرة. يستخدم أذرعه القوية للقبض على الفريسة، ومن ثم يقوم بحقنها بسم يعمل على شل حركتها.

- اللعب :

تشير الدراسات إلى أن الأخطبوطات تظهر سلوكًا يشبه اللعب، مثل التفاعل مع الأشياء أو محاولة حل الألغاز التي تقدمها لها الباحثون.

- التكاثر :

عملية التكاثر عند الأخطبوط معقدة. يضع الذكر الحيوانات المنوية في كيس صغير داخل جسم الأنثى باستخدام ذراع مخصص لذلك. بعد وضع البيض، تحمي الأنثى البيوض حتى تفقس، لكنها لا تعيش طويلًا بعد ذلك.

- الأمراض :

الأخطبوط عرضة لبعض الأمراض الجلدية والطفيليات التي تؤثر على صحته وقدرته على العيش.

- الأمراض التي تنتقل من الأخطبوط إلى الإنسان :

رغم أن الأخطبوطات ليست مصدرًا رئيسيًا لنقل الأمراض إلى الإنسان، إلا أن بعضها يمكن أن يسبب تسممًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

* التاريخ والميثولوجيا :

الأخطبوط ظهر في العديد من الأساطير القديمة. كان يمثل في العديد من الثقافات رمزًا للقوة والغموض، واعتقد بعض الشعوب أنه يحمل قدرات خارقة.

* الخرافات والطقوس :

كان بعض الناس يعتقدون أنه يوجد كراكين  أو كراكن (بالإنجليزية: Kraken)‏ و هو وحش بحري يعود للتراث الشعبي النرويجي يقال أنه يسكن سواحل النرويج ، وفي عام 1752م . وصفه الأسقف النرويجي بونتوبيدان بأن له ظهراً بطول كيلومتر ونصف وجسد يظهر فوق البحر كجزيرة وله اذرع عملاقة مهولة لها القدرة لحمل اضخم السفن، ويقال بأنه كان يجعل المياه داكنة بإخراجاته مما يقترح بأن الأسطورة مستوحاة من كائنات كالحبار العملاق قول الأساطير أن في الأغوار العميقة في مكان ما في أعماق البحار مخلوقات عملاقة، والمعروفة باسم كَركن يغفو بعمق، في انتظار لحظة أن ترتفع فوق المحيطات وإيقاع الرعب والخوف في صفوف الرجال. لكن الكراكين كان أسطوره ولا سيما بعض الناس يعتقدون أنه مفترس وهناك خرافات تقول إنه كان يهاجم السفن ولكن كل تلك تبقى مجرد اساطير و خرافات شعبية لا دليل لها من الصحة .

ارتبط الأخطبوط في بعض الثقافات بالخرافات والطقوس. فمثلا في اليابان، يعتبر ان الأطباق التي تحتوي على لحم الأخطبوط مصدرًا للحظ ، بينما في بعض الثقافات الأخرى، كان يُعتقد أن رؤية أخطبوط ضخم تنذر بالخطر أو الدمار و اكله يؤدي للموت .


ملخص المقال في فيديو :

  وثائقي عن الاخطبوط من قناة Arabic Geographic  الرسمية على اليوتيوب 



- قائمة المصادر و المراجع :



Print Friendly and PDF

إرسال تعليق

أحدث أقدم

اعلان

اعلان

نموذج الاتصال