تابع جديد مقالاتنا بواسطة Maria Maamri

سعد بن معاذ ... شهيد السماء



شهيد السماء :  سعد بن معاذ 

   هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأوس , ولد سنة 32 قبل الهجرة , أبوه معاذ بن النعمان الأوسي , و أمه كبشة بنت رافع الخدرية , و أخوه الحارث بن معاذ أسلم بعد بيعة العقبة الأولى كما أنه حضر بيعة العقبة الثانية .

قصة اسلامه رضي الله عنه :

يشاع أن للإسلام سعد بن معاذ رضي الله عنه قصة طريفة , اذ بعث النبي صلى الله عليه و سلم  مصعب بن عمير و أسعد بن زرارة رضي الله عنهما , ليدعوا أهل المدينة للإسلام و يعلما المسلمين منهم القرآن و أحكام الدين , و في حديقة بالمدينة جلسا و مجموعة من الرجال الذين كانوا قد أسلموا حديثا , و عند سماع سعد بن معاذ رضي الله عنه بذلك و أسيد بن حضير اذ كانا سيدا القوم و لم يكونا قد أسلما بعد , هم في القول سعد لأسيد رضي الله عنهما :

انطلق الى هذين الرجلين اللذين قد أتيا قد أتيا ديارنا ليسفها ضعفاءنا , فازجرهما , و انههما عن أن يأتيا ديارنا , فأخذ أسيد حربته ثم أقبل عليهما , فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب : هذا سيد قومه هد جاءك فالصدق الله فيه 

   أخذ أسيدا يسبهما , حتى قال له مصعب ( أو تجلس فتسمع ,فان رضيت أمرا قبلته , و ان كرهته كففنا عنك ما تكره ), فجلس أسيد , و انصت لمصعب و اذ به اقتنع بإسلام الرجلين فأسلم و قال لهما : ( ان ورائي رجلا ان اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه , و سأرسله اليكما ) ثم انصرف لسعد بن معاذ رضي الله عنه و قومه و هم جلوس , فقال : ( ان بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ) اذ كان أسعد بن زرارة رضي الله عنه بن خالته , فقام سعد منتفضا و في وجهه غضب واضح و أسرع ممسكا بحربته و توجه نحو الرجلين و ما ان دخل , وجدهما جالسين مطمئنين , حينها عرف انما فعل أسيد ذلك ليأتي به اليهما عنوة , فأخذ هو الآخر يسبهما و ينهيهما , حتى قال مصعب رضي الله عنه لسعد ( أو تقعد فتسمع ؟ , ان رضيت أمرا و رغبت فيه قبلته و ان كرهته , عزلنا عنك ما تكره ) قال سعد ( أنصفت ) فوضع الحربة جانبا و جلس , و أخذ الآخر يقرأ عليه القرآن كما فعل مع أسيد , و دون أن يعترف أسيد حتى كشفا رضي الله عنهما الاسلام في وجهه , فقد بروت عليه أمارات الاشراق و التهلل ثم قال سعد بن معاذ رضي الله عنه ( كيف تصنعون ان أسلمتم و دخلتم في هذا الدين ؟ ) قال ( تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك , ثم تشهد شهادة الحق , ثم تصلي    ركعتين ) , ففعل سعد ما قيل له و أخذ بحربته و رجع لقومه , و عندما أبصروه قالوا ( نحلف بالله لقد رجع اليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به ) فقال سعد رضي الله عنه مجيبا لهم ( يا بني عبد الأشهل , كيف تعلمون أمري فيكم ) قالوا ( سيدنا و أفضلنا رأيا ) قال ( فان كلام رجالكم و نسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله و برسوله ) .

    و بعد ذلك شهد سعد رضي الله عنه , لقاءات عدة مع الرسول صلى الله عليه و سلم , و أظهر في غزوة أحد حماسة و شجاعة عظيمان , و ظل يدافع عن النبي صلى الله عليه و سلم بكل قوة حتى عاد المشركون لمكة .

وفاته رضي الله عنه :

    في غزوة الخندق أصيب سعد بن معاذ رصي الله عنه بسهم قام برميه بن العرقة و قال فيها :   ( خذها و أنا بن العرقة ) فرد عليه رضي الله عنه ( عرق الله وجهك في النار ) , و على اثر ذلك توفي سعد بن معاذ رصي الله عنه سنة 05 للهجرة , بعمر 37 سنة , و دفن بالبقيع , و في جنازته سئل الرسول صلى الله عليه و سلم , على خفة وزنه عندما حملوه الصحابة رضي الله عنهم جميعا لدفنه و عن ذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ان الملائكة كانت تحمله ) و قال كذلك ( شهده سبعون ألفا من الملائكة ) .

و عن طاعة سعد بن معاذ رضي الله عنه لله عز و جل قال فيه الرسول صلى الله عليه و سلم       ( لو نجا أحد من ضغطة القبر , لنجا منها سعد بن معاذ ) .  


Print Friendly and PDF

إرسال تعليق

أحدث أقدم

اعلان

اعلان

نموذج الاتصال